vendredi 10 avril 2009





احتضار في حلبة الكوريدا

جفّ الدمع من وحشة الإنس
وأنست بالوحش والرّمس
رحلت ولم أنظر ورائي
لم أقدر حتّى على البكاء
تركت ورائي أجمل النساء
في المزاد وفنادق البغاء
ماذا تركت لي الأيام
حزن اليتيم وصمت الصخر
بالأمس لاعبتني الأوهام
واليوم أداس تحت القهر
***
أنا مقبرة للذكريات
ذكر ما لم يذكر في المجلّدات
نفوس اغتيلت في الصمت
كالنمل تحت حذاء الكبت
خلعت على الأوغاد بردتي
داسوها، دسّوا في جرحي سمّهم
وترقّبوا سجودي بينهم
ليغمدوا في ظهري خناجرهم
***
أورثني دمه على الثوب
انتظروه بسبح الذهب
وعدوه بأموال نهبوها
وعدوه بنساء اغتصبوها
أمروه أن يقاسم العبيد
زغاريد الذلّ والأناشيد
أمروه أن يبوس الأرجل
أن يقدّس سيّده الجديد
أن يضحك نساءه البغايا
أن ينظم لهنّ القصيد
وعدوه بحجّ يمحو الخطايا
بعد أن يبيع لهم الصناديد
بشّروه بقبلتهم فتولّى
طعنوه وشربوا القنديد
سقط على الرصيف يتلوّى
في الدماء كثور الكوريدا
لا بكاء، لا فاتحة ولا كفن
جيفة الأبارتايد في عالم نتن
من فقد أنثى مع الزمن ينساها
أمّا فاقد الأرض فأين يلقاها