vendredi 10 avril 2009





احتضار في حلبة الكوريدا

جفّ الدمع من وحشة الإنس
وأنست بالوحش والرّمس
رحلت ولم أنظر ورائي
لم أقدر حتّى على البكاء
تركت ورائي أجمل النساء
في المزاد وفنادق البغاء
ماذا تركت لي الأيام
حزن اليتيم وصمت الصخر
بالأمس لاعبتني الأوهام
واليوم أداس تحت القهر
***
أنا مقبرة للذكريات
ذكر ما لم يذكر في المجلّدات
نفوس اغتيلت في الصمت
كالنمل تحت حذاء الكبت
خلعت على الأوغاد بردتي
داسوها، دسّوا في جرحي سمّهم
وترقّبوا سجودي بينهم
ليغمدوا في ظهري خناجرهم
***
أورثني دمه على الثوب
انتظروه بسبح الذهب
وعدوه بأموال نهبوها
وعدوه بنساء اغتصبوها
أمروه أن يقاسم العبيد
زغاريد الذلّ والأناشيد
أمروه أن يبوس الأرجل
أن يقدّس سيّده الجديد
أن يضحك نساءه البغايا
أن ينظم لهنّ القصيد
وعدوه بحجّ يمحو الخطايا
بعد أن يبيع لهم الصناديد
بشّروه بقبلتهم فتولّى
طعنوه وشربوا القنديد
سقط على الرصيف يتلوّى
في الدماء كثور الكوريدا
لا بكاء، لا فاتحة ولا كفن
جيفة الأبارتايد في عالم نتن
من فقد أنثى مع الزمن ينساها
أمّا فاقد الأرض فأين يلقاها

vendredi 28 novembre 2008

ناسك الحمراء

يوم فقدتها حزنت نفسي
.حزن الأمراء على الأندلس
،لمّا انشقّ لألمي بحر عينيها
.وبكت فارسها بكاء الفرس

،نادمت قمرا بلا أهلّة
،وجبينا لا يدركه المغيب
،واليوم فرّقنا قدر الأحبّة
.وحكم علينا المنفى والمشيب

،سجد النجم في دمعها الأسير
،خلف جفن سهر جلدا
،تذكّرت ساج معلّمها الحقير
،لمّا تركت قصرها لتتعبّد
،وحطّت جوهر فمها فوق الحصير
.فشحب كالوادي الكبير لمّا سجد

،جرّعوني لنطق اسمها طعن السمّ
،ولم يهبنا عشقها غير البعد والسقم
،كالورد نذبل في كلّ يوم
.وجرحنا خالد مازال يدمي

،في سجن غرناطة الدامس
،جرّعوا صباي مرارة الرّمس
،تطعمني زائرتي من الخبز اليابس
.وتقرؤني بين القضبان كتابا بلا دنس

،خطّوا على حيطان قلبي العليل
" التشريد للشهم الأصيل"
،لم أجد خليلا ينتظرني يوم الرحيل
.غير جسمي النحيل وقبري بين النخيل

،طعن الحبّ ألمه كسيف المنايا
،في صدر المؤمن تنتشي له الحنايا
،كذلك مصير خيل أصيل في الدنيا
.النحر في الكبر في آخر الثنايا
،فأيّ بقاء لشاعر أحرقوا كتبه
خطّها بكحل ناسك في السّحر؟
حرّموا عليه الماء وحلّلوا دمي
،لأنّ عشقها أخذ كلّ عمري
،ستكون قبلة منها آخر نفس لي
.وآخر مرقد لها تراب قبري